الإخوة الزملاء الأخوات الكريمات ، تحية طيبة وبعد ، من الأسئلة التي وردتني :
أستاذي الكريم ، كيف أكون مدرباً ذكياً ؟
من المعلوم أن التدريب يحتاج إلى ذكاء ، وأن المدرب لابد أن يكون ذكياً في دوراته التدريبية ، فمن هو المدرب الذكي ؟
جوابي أخي المبارك أختي المباركة في هذه النقاط التالية :
المدرب الذكي هو من :
(1) : يتخصص فيما يجيد ويبدع ، فليس بذكاءٍ أن تركض في كل ميدانٍ وتدخل مع كل بابٍ ، فمرةً إداري ومرةً تطويري ومرةً تقني ومرةً أسري ومرةً تربوي ومرةً قيادي وإلخ ، لا حرج أن تدور في دائرةٍ عناوين دوراتها لا تخرج منها ولو تنوعت وكثرت ، فمثلاً حين تكون متخصصاً في القيادة فدورات القيادة كثيرة ، والإدارة كثيرة ، والتفكير كثير ، والتربوي كثير ، وهكذا ، لكن أن تذهب مرةً ذات اليمين وأخرى ذات الشمال فهذا مما سيجعل علامة استفهام عليك ، والناس بطبيعتها لا تثق بمن يدرب في كل فن ، خاصةً حين تكون دوراته من النوع المدفوع ، فيرون فيه الجانب المادي التجاري ، والندرة والتخصص عامل جذبٍ وقوة في دوراتك التدريبية ، فكن ذكياً .
(2) : يستفيد من نقد الآخرين له ويتعلم من أخطائه ، ويستفيد من سلبيات المدربين الذين حضر عندهم ، فما انتقدهم فيه فليجتنبه ، وما أعجبه منهم فليكتسبه ، وليطور وليبدع ليتجاوزهم .
(3) : يجعل المتدربين يسوقون له ، وذلك من خلال إبداعاته وتمكنه ، فيخرج المدرب مثنياً عليه ممتدحاً دورته مرغباً في التسجيل معه .
(4) : يطور مهاراته وحقيبته وأسلوبه ، ويبحث عن الجديد في عالم التدريب من الوسائل والأساليب ، ويحضر عند من تميز ليعرف سر تميزه ثم يستفيد من ذلك .
(5) : يتعرف على احتياجات المتدربين قبل الدورة التدريبية أو مع بدايتها ويتحقق من مدى تغطيتها خلال الدورة أو بعدها ويقيس أثر برنامجه التدريبي والعائد على متدربيه .
(6) : يملك الذكاء الاجتماعي ويمتلك مهارات لكسب القلوب ، فيجيد التواصل مع الآخرين والإنصات ومهارات الحوار .
(7) : يحسن استقبال متدربيه ، ويناديهم بأسمائهم أو كناهم ، ويكرمهم ، ويبتسم لهم ، ويكون قريباً منهم .
(8) : يهتم بدورته التدريبية وقاعته وحقيبته ، فيحضر مبكراً ، ويتأكد من الترتيبات وتلبية الاحتياجات ، ويستعد ذهنياً ونفسياً وجسدياً وعلمياً لدورته .
(9) : يجيد فن الاستهلال للدورة التدريبية ، مع إبداعٍ في كسر الجمود وإذابة الجليد وزرع روح المحبة والتعارف بين متدربيه .
(10) : تجده محفزاً للآخرين في دوراته ، مكافئاً لهم .
(11 ) : يوظف وسائل التقنية في التسويق لنفسه .
( 12 ) : يبتعد عن مخالطة الناس في كل ميدانٍ ووسيلة ، فكثرة المساس تفقد الإحساس ، وزر غباً تزدد حباً ، وعادة الناس أن تزهد شيئاً فشيئاً بما يكون في متناول اليد ، وأزهد الناس بالعالِم أهله ، وهذا مجرب .
( 13 ) : يعرف متى ينطلق بدوراته وينزل للميدان ، ومتى يُحجم ويتوقف ، فليس كل الأوقات مناسبة للدورات .
( 14 ) : يواكب التطورات التقنية والتدريب بالوسائل والأساليب الحديثة .
( 15 ) : لا يبخل بمعلومات ولا حقيبة ولا عرض ولا نصيحة ، بل يبذل ويعطي ويخدم الآخرين ، لأن مردود هذه الأخلاق عظيم .
( 16 ) : يتواضع ويبحث عن المعلومات والتجارب حتى عند متدربيه ، ليشعرهم بمكانتهم وأهميتهم .
( 17 ) : لا ينتقد بكثرة المدربين الآخرين ويقلل من احترامهم ، بل عليه بمبدأ “ما بال أقوام” دون تصريحٍ بالمسميات ، إلا إن اشتهر المدرب بدس السم في العسل كأرباب الدورات المشبوهة والمحرمة ، فهنا نحذر منه لئلا يغتر الناس به .
( 18 ) : لا يجعل فعله يخالف قوله ، فينتقده المتدربون ، فلا يدرب مثلاً على التخطيط وهو لا يملك خطة ! أو يتحدث عن إدارة الغضب ثم يختلف مع متدربٍ فيثور غضبه !
( 19 ) : يحرص على ربط اسمه بدورته ، وهذا متعلق بالتخصص كما ذكرنا سابقاً ، بحيث إذا ذُكرت الدورة الفلانية ذُكر فلان .
( 20 ) : لا يجب بجوابٍ خاطئ ، بل يخرج من السؤال المحير بذكاء ، بأن يؤجل الأسئلة لنهاية اللقاء فيكون هناك متسعاً من الوقت للبحث ، أو يحول السؤال للمشاركين في القاعة لسماع آرائهم فيقول : نستمع من الزملاء ثم نجيب ، وسماعهم سيفتح له الآفاق حتماً ، أو يقول نبحث المسألة ثم يكون الجواب غداً بإذن الله ، وأن يقول لا أدري خيرٌ من أن يجيب بجوابٍ غير صحيح ، فالشخص الذكي يدرك تماماً أنه لا يعرف كل شيء ، أما الأحمق فيظن أنه يعرف كل شيء .
( 21 ) : يعرف كيف يتصرف مع أنماط المتدربين ويكسبهم ، خاصةً المتدرب الذي يستفزه أو المتدرب الذي لا يرغب بالمشاركة في الأنشطة ، أو المتدرب الذي أرغم على حضور هذه الدورة .
( 22 ) : لا يحب الروتين المتكرر ، فتجده متجدداً في دورته ولو كانت متكررة .
( 23 ) : يعرف لغة الجسد ، فيرى في وجوه المتدربين الملل ثم يطرده بنشاطٍ حركي أو لغزٍ وما شابه .
( 24 ) : لا يقطع علاقاته بالمتدربين ، بل يبقى على تواصلٍ معهم ولو كان قليلاً .
( 25 ) : لا يعتمد على حقيبته أو العرض ، بل على مهاراته ومعلوماته ، فكم سمعنا عن مدربٍ انطفأ الجهاز أو أصيبت الملفات بعطبٍ ثم أصبح ضعيفاً في دورته التدريبية مرتبكاً في تقديمها .
( 26 ) : يملك ثقة ً بنفسه .
( 27 ) : يسعى لتحقيق الكمال في دوراته .
( 28 ) : يقرأ ثم يقرأ ثم يقرأ ، حتى تقوم الساعة .