كيف أتعامل مع النقد في التدريب؟

أظن السائل يقصد نقد المدربين ، وعموماً فقد أجبت في استشارةٍ سابقةٍ عن ” كيف يقيم المدرب نفسه ” وتحدثت عن النقد ، ولكن أقول هنا أن التعامل مع النقد على شقين :

الشق الأول : نقدٌ أقبله .

الشق الثاني : نقدٌ أحيله إلى سلة المهملات .

فالنقد الذي أقبله هو النقد البناء ، النقد الذي يوضح لك أوجه القصور عندك في دورتك أو حقيبتك أو أسلوبك أو أدواتك ..إلخ فهذا أعظم هديةٍ لك كمدرب ، خذ بهذا النقد واعمل على تحسين نفسك .

وأما النقد الذي لا أقبله فهو على نوعين :

نوعٌ ينقد لأجل النقد ، يرى الحَسَن قبيحاً ، والوردَ شوكاً ، والتدريب لعباً ، فهذا غالباً تظهر مشاكساته وتمعضه من بداية الدورة ، فينتقد الجزئية الفلانية رغم أن الأكثرية أعجبوا بها ، ويعترض على أمرٍ أنت تراه من خبرتك صحيحاً ..إلخ فمثل هذا لا تأبه بنقده ، فليس كل ناقدٍ فطن ، وليس كل ناقدٍ فاهم ، فنقد هذا وأمثاله أرسله دون تحيةٍ إلى سلة المهملات ولا تشغل بالك به ، فيعكر صفو إنجازك .

أما النوع الآخر فهو الناقد بجلافة ، يكتب بلغةٍ جافةٍ حادةٍ ويرميك بمنجنيق النقد وقذائف التهكم رغم أنه قد يكون صادقاً في نقده لكنه قدم لك الطعام المغذي لك في إناءٍ متسخ ، فمثل هذا – من وجهة نظري – أرسل نقده مع صاحبنا السابق إلى سلة المهملات ، فالنفس مجبولةٌ على كُره الشدة في النصح مهما تصنعنا وقلنا ، أستطيع أن أسطر لك هنا كلماتٍ براقةٍ عن تقبل النقد مهما كان وممن كان وأن النقد سيفيدك وأن الضربة ستقويك ووالخ ، لكني لا أؤمن بهذا – الآن – ، فإما أن يحترمك الشخص فيقدم لك نقده باحترام ، وإلا فلا تأبه بهِ ولا بنقدهِ .

صدر حديثاً: كتاب ما لا يسع المدرب جهله!


This will close in 20 seconds