هل يقيم المدرب نفسه؟

مما لا شك فيه أن التقييم مرحلةٌ مهمة في مراحل العملية التدريبية وهي تساعد في تطوير الأداء ، وتقييم الدورة التدريبية يكون قبلياً وذلك من مختصٍ ينظر في الحقيبة التدريبية للدورة فيرى جوانبها وبناءها وقوتها وضعفها ، وهذا أفعله مع بعض الجهات والمدربين والمدربات ، وهي خطوةٌ مهمةٌ قبل الدورة ، وهناك التقييم الذي يكون أثناء الدورة التدريبية وهو يظهر من عدة علامات على المتدربين.

فكثرة التململ والنعاس والانشغال بالجوال وعدم المشاركة بالأنشطة والسؤال عن وقت الخروج وكثرة الاستئذانـات وظهورهم في الصور التوثيقية وكأن لسان الحال ” ربنا أخرجنا منها ” فهذا مؤشرٌ على التقييم السلبي ، أما كثرة النشاط وظهور الابتسامات وبعض الضحك في مكانه والمسابقة للأنشطة والتفاعل وعدم الشعور بالوقت وعدم ظهور العلامات التي أشرنـا لها في التقييم السلبي فهي مؤشرٌ على إيجابية التقييم.

وينبغي ألا نغفل شيئاً مهماً وهو تحقيق أهداف الدورة ، فقد يضحكون ويلعبون ولكنهم في النهاية لا يستفيدون ! فهنا العبرة بالمخرجات وتحقيق هدف الدورة ، مع تقييمنا الإيجابي للمدرب كمدرب مُضحك وصاحب طرفةٍ وألعاب ، وهناك تقييمات يسلكها الكثير في الدورات التدريبية وهي الاستبانات التي توزع في نهاية الدورة لذكر السلبيات والإيجابيات ، وقد رأيت أنواعاً منها ، أصدقها ما يدع الاسم اختياريـاً ، أما من أعجب بالدورة فسيكتب اسمه ليثني عليك ، وأما من لم يعجب بالدورة أو رأى ما يستوجب الانتقاد فغالباً لا يكتب اسمه ، والبعض يكتبه بلا شك ، وهؤلاء الناقدين قف مع نقدهم وقفة إنصاف.

فإن رأيت ما يجعل الحق معهم فاعمل على نفسك وصحح من تلكم الانتقادات وليكن لسان حالك ” رحم الله امرئً أهدى إلي عيوبي ” وإن كانوا مبالغين في نقدهم مع علمك أنك لست كذلك فلا تأبه بنقدهم ولا تجعله يثبط من همتك أو يضايقك ، وأما تقييم المدرب لنفسه فهو الحوار الداخلي بينك وبين نفسك بعد دورتك ، فإن كنت ممن يقول في نفسه ” الحمد لله أعجبتهم الدورة رغم أني لم أحضر لها جيداً ” أو تقول ” الحمد لله أن النقاط الفلانية مروا عليها مرور الكرام وإلا بانَ جهلي بها ” فتقييمك هنـا لنفسك هو أصدق التقييمات .

صدر حديثاً: كتاب ما لا يسع المدرب جهله!


This will close in 20 seconds