شهادة تدريب المدربين أو كما يسمونـها بدورة الـ TOT وهي اختصار لمعنى تدريب المدربين بالإنجليزي ( Training of Trainers ) ، أقول أن أهميتها تختلف بحسب الجهات وبحسب الهدف .
– إن كنت تقول أريد فقط المعلومات ، فستجدهـا في اليوتيوب والإنترنت والكتب ، وهناك عدة دورات مسجلة في اليوتيوب مجاناً ، وعدة كتب في تدريب المدربين بعضها منشور على الإنترنت ، وبعضها موجودٌ في المكتبات بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودة
– وإن قلت أريدهـا دورة تدريب المدربين لأجل الشهادة ، فالشهادة تختلف من جهةٍ لأخرى ، فمثلاً المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في المملكة العربية السعودية لا تشترط في المدرب أن يكون حاصلاً على شهادة تدريب المدربين ، بل والأعجب من ذلك أنها لا تعتمد المدربين الذين حصلوا على شهادات من دورات تدريب المدربين والتي تكون بإشرافهم ! وإنما تعتبرها مجرد شهادة حضورٍ لا اجتياز ، لكن قد تأتي مراكز تحت إشرافهم فتطلب من المدرب إرسال سيرته وشهادة تدريب مدربين ، وهؤلاء إما أنهم يحاولون خلق العقبات للتخلص من هذا المدرب خاصةً إن كان ممن يطرق الأبواب ، أو أنهم مصابون بحمى الطلبات كحال كثيرٍ من الجهات ، ولذا أقول إن كنت تملك مهاراتٍ في التدريب وأنت أعرف بنفسك وتقف هذه الشهادة عائقاً بينك وبين انطلاقك مع بعض الجهات فابحث عن دورةٍ مناسبةٍ في السعر مع مدربٍ جيد .
– وإن قلت أريد الدورة لأجل المهارات ، فمهارات التدريب كثيرة ومتفرقة وقد لا تغطيها بعض دورات تدريب المدربين ، فالمدرب يحتاج إلى لغة جسدٍ وتمكنٍ وإلقاءٍ وحوارٍ وتيسير ورشٍ وتواصلٍ فعالٍ وبناء حقيبةٍ وتصميمٍ جيدٍ ومهاراتٍ اجتماعيةٍ ..إلخ وهذه حتى بعض من يقدم دورات تدريب المدربين يفتقدها للأسف ، ولذا أقول ابحث عن كل مهارةٍ على حدة وخذها وتعلمها .
وإليك 8 مفاتيح للانطلاق بالتدريب جمعتها لك في قولي “راحتكَ هات”:
ر-رغبة في التدريب ، فمن لا يملك رغبةً للتدريب فالأفضل أن يبحث عن مكانٍ يجد فيه رغبته لأنه سيضر ميدان التدريب أكثر مما ينفعه .
ا-إبداع فمن لا يملك الإبداع لن يبرز ، فقد بلينا هذا الزمن بكثرة مدربين تقليديين وغير مجددين للطرق والأساليب ونسخ مقلدة من هنا وهنا ودوراتهم تجد فيها الروتين الممل ! فالإبداع مهم جداً في عالم التدريب .
ح-حضورٌ للدورات التدريبية قبل أن تنطلق كمدرب ، فحضورك لعدد من الدورات المجانية والمدفوعة ولو في غير مجالك ، سيعرفك على طرق المدربين وأساليبهم وأدواتهم وألعابهم ، وسترى السلبيات فتتجنبها ، والإيجابيات فتحرص عليها وتطورها ، وهذه خطوة مهمة في عالم التدريب .
ت-تخصُّصْ ، نعم فالتخصص مطلوب ، وإليك فلسفتي في هذا الباب :
ك -كتابة تكن في التخصص ، حاول أن تنشر وتكتب حول ما تريد الانطلاق فيه ، فالناس قد يتعرفون عليك من خلال كتاباتك ويلاحظون أنك مختص في هذا الجانب ، فجرب مثلاً أن تكتب في تويتر ” تصميم الحقائب التدريبية ” سيخرج لك المهتمون بها من خلال تغريداتهم والكتابة عنهـا ، وهكذا .
هـ-هندسة لنفسك كمدرب وصقل مهاراتك ، فالهندسة البشرية في اللغة تعني العلم التطبيقيّ لدراسة الأجهزة والقصد منه هو زيادة الإنتاجيَّة بتخفيض عوامل تعب وإرهاق العمّال ، وأقصد ها هنا بهندسة المدرب أن يراقب نفسه فيزيد من إنتاجيته وإيجابياته ، ويتخلص من سلبياته التي تظهر من خلال انطلاقتك بالدورات التطوعية المجانيـة .
ا-الانطلاق بمقابل ، وها هنا يأتي دور الانطلاق بالتدريب كمصدر دخلٍ لك ، لكن ينبغي عليك أن تتعرف على أجرة الدورات وأجرة المدربين وأجرة العناوين ونسب المراكز وكل ما يتعلق بالأمور المالية في الدورات لئلا تقع ضحية لبعض المراكز .
ت-تطويرٌ بين الحين والآخر ، فالمدرب الذي لا يتطور يتكور ، والمدرب الذي تجد أن حقيبته هيَ هيَ سنين عددا فكبر عليه أربعاً ، من لا يجدد في ألعابه ولا في أدواته ولا في عرضه ولا في أنشطته ولا في بعض طرقه فمثله لن يستمر كمدربٍ متميزٍ في عالم التدريب ، مع أني أتعجب من استمرار البعض حتى الآن لكن ربما المشكلة ليست في المدرب الذي يظن نفسه مدرباً جيداً ، المشكلة في المتدرب الذي يُمطر هذا المدرب بعبارات الثناء والمديح فيرى في نفسه أنه الأجدر في الميدان ، ومن هُنا أُتينا كما يقال .