حينما تأملت في قصة الفتية الذين هربوا من بطش قريتهم فلم يجدوا إلا كهفاً يأوون إليه ، ففي ظلمة الكهف أضاءت لهم الرحمات ، وتبدد الخوف بالأمن ، وكذلك هي الحياة ، نهرب من بطشها وهمومها وغمومها إلى كهفٍ نجد فيه أنسنا واطمئناننـا ، وينبغي أن يكون لكلِّ واحداً منا كهفٌ يهرع إليه في الملمات ، أو عند ضيقة صدره أو تحليق طيور الهمِّ فوقه ، قد يكون الكهف صديقاً ، أو زوجةً ، أو زوجاً ، أو ابناً ، أو كتاباً ، أو شريطاً ، أو رياضةً ، أو كوباً من الشاي في خلوةٍ مع نفسك ، أو مصحفاً ، أو آياتٍ تسمعها ، أو صلاةٍ تركعها ، أو سجدةٍ تسجدها ، أو دعواتٍ تدعو بها ، أو عمرةٍ ، أو صدقةٍ ، أو مساعدة مسكين ، أو تطوع ، أو سفر ، أو استرخاء ..إلخ
ما هي الأشياء التي تظن أنها تسعدك أو تخفف من همومك وغمومك ؟
إنه الكهف الذي أقصده ، فكلما ادلهمت بك الخطوب فابحث عن كهفك .